
الشعب يريد أن يفهم النظام عبر الإيميل، فى المحاضرات، وفى الشارع، يسألنى القراءُ سؤالا متكررًا: «البلد رايحة على فين؟» وأجيبُ الإجابةَ ذاتَها: «وحده اللهُ يعلم». ومَن يقل لك إنه يعرف، لا تصدقْه، ليس فقط لأن لا أحدَ ثمة لديه معلوماتٌ محددة عما يخبئه لنا القدرُ، والمجلسُ العسكرى، بل لأن الشواهدَ، التى قد تُنبئُ بالنتائج، والمقدماتِ التى تشى بالتوالى، (كما علمتنا الرياضيات)، جميعَها ضبابيةٌ لا تبشِّر بخير أولاً،وثانيًا مليئةٌ بالتناقضات المبهمة. نعرف أن المجلس العسكرى وعد بأن يسلّم مصرَ دولةً مدنيةً ديمقراطيةً عصرية، كما يليقُ باسمها العظيم وتاريخها العريق. وأعرف أن الدولة المدنية هى دولة مواطَنة، ودولة مؤسسات وسيادة قانون. فأما المواطَنة...